في عالم يزداد تعقيدًا وسرعة، أصبحت مهارات التواصل من أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها كل فرد يسعى للنجاح على المستويين المهني والشخصي. لم تعد المعرفة الأكاديمية وحدها كافية، بل أصبح التواصل الفعّال مع الزملاء، العملاء، المدراء، وحتى الأصدقاء، ضرورة لا غنى عنها. ولهذا السبب تقدم منصة كورسيرا دورة مجانية فريدة من نوعها بعنوان “مهارات التواصل”، وهي دورة مصممة لتطوير قدرات الأفراد في الحديث، الاستماع، الإقناع، والتفاعل الإنساني في شتى المواقف.
تستهدف هذه الدورة كافة الأشخاص من مختلف الأعمار والمستويات المهنية، وتهدف إلى تعزيز الفهم العميق لعناصر التواصل وأساليبه، مما يجعلها فرصة ثمينة لكل من يسعى لتحسين أدائه في العمل أو الحياة اليومية. وتتميز بكونها متاحة باللغة الإنجليزية مع ترجمة ودعم لغات متعددة، كما أنها لا تتطلب خبرة مسبقة في المجال.
وصف الدورة
تم تطوير هذه الدورة من قبل نخبة من المتخصصين في مجال الموارد البشرية، الإدارة، والعلوم النفسية، وتقدم من خلال منصة كورسيرا بالتعاون مع جامعات رائدة. تستعرض الدورة الجوانب الأساسية والاحترافية من مهارات التواصل، بدءًا من فهم طبيعة التواصل البشري وصولًا إلى تطبيق أدوات وتقنيات التواصل المتقدم في المواقف الحياتية اليومية.
تم تصميم المحتوى ليمتد على مدار عدة أسابيع، ويشمل مقاطع فيديو تعليمية قصيرة، تمارين تطبيقية، اختبارات قصيرة، ومهام تقييم ذاتي تساعد المتعلم على تطبيق ما تعلمه عمليًا. كما توفر الدورة منتدى نقاشي مفتوحًا للتفاعل مع المتعلمين الآخرين من مختلف أنحاء العالم.
الأهداف التعليمية للدورة
تهدف دورة مهارات التواصل المقدمة عبر كورسيرا إلى تطوير مجموعة واسعة من الكفاءات الجوهرية التي تُعد أساسية في الحياة المهنية والشخصية، حيث تم تصميم محتواها بعناية لتمكين المتعلم من فهم علم وفن التواصل في مختلف السياقات. إليك بالتفصيل الأهداف التعليمية التي تسعى الدورة إلى تحقيقها:
1. الإلمام بمبادئ التواصل الأساسية
تعلم الدورة المتدرب الأسس النظرية التي يقوم عليها علم التواصل، مثل عناصر عملية الاتصال (المرسل، الرسالة، الوسيط، المستقبل، والتغذية الراجعة)، وتوضح كيفية عمل هذه العناصر معًا لإنشاء تفاعل ناجح. كما تتناول مفاهيم مثل التواصل الرسمي وغير الرسمي، الأحادي الاتجاه وثنائي الاتجاه، بالإضافة إلى فهم الفرق بين التواصل اللفظي وغير اللفظي.
2. تحليل أساليب التواصل المختلفة
تهدف الدورة إلى تزويد المتعلم بقدرة تحليلية لفهم الأنماط المتنوعة في التواصل مثل التواصل العدواني، السلبي، السلبي العدواني، والتواصل الحازم. من خلال دراسات الحالة والأمثلة الواقعية، يتعلم المتدرب كيف يتعرف على هذه الأنماط في نفسه وفي الآخرين، مما يساعده في اختيار الأسلوب الأنسب لكل موقف.
3. تعزيز مهارات الاستماع الفعّال
يعد الاستماع الفعّال أحد الأركان الأساسية في أي تواصل ناجح. تساعد الدورة المشاركين على إدراك أهمية الإنصات الكامل للطرف الآخر، وعدم التسرع في الرد، وفهم المشاعر الضمنية في الكلام، وتقديم ردود مناسبة تُظهر الاحترام والاهتمام. كما توفر الدورة تمارين عملية لتقوية التركيز الذهني وتجنب المشتتات.
4. تحسين القدرة على إيصال الأفكار بوضوح
من بين أهم الأهداف التعليمية للدورة هو تمكين المتعلم من صياغة أفكاره بطريقة منظمة ومفهومة. تتضمن المحاضرات تدريبات على كيفية تبسيط الرسائل المعقدة، استخدام الأمثلة لتوضيح النقاط، والاعتماد على لغة خالية من اللبس والازدواجية. كما تُشجع الدورة على استخدام وسائل بصرية لتدعيم التواصل مثل الرسومات والمخططات عند الحاجة.
5. بناء مهارات التحدث أمام الجمهور
تُخصص الدورة وحدات كاملة للتدريب على مهارات الإلقاء والعرض أمام الآخرين. يتعلم الطالب كيف يتغلب على رهبة الحديث أمام الجمهور، وكيف يتحكم في نبرة صوته، لغة جسده، وحركات يديه بطريقة توصل الرسالة بفعالية. كما يُدرب المتعلم على كيفية تنظيم محتوى العرض بطريقة مشوقة وجذابة.
6. تطوير مهارات الإقناع والتأثير
في بيئة العمل أو الحياة الاجتماعية، يحتاج الإنسان إلى إقناع الآخرين برأيه أو اقتراحاته. تشرح الدورة أساليب بناء الحجج المقنعة، استخدام العواطف والمنطق معًا، وتقدير زاوية نظر الطرف الآخر. كما تشرح أساليب الإقناع غير المباشر والتفاوض الناجح.
7. فهم ديناميكيات العمل الجماعي
تسلط الدورة الضوء على أهمية التواصل داخل الفرق والبيئات التعاونية. يتعلم المشاركون كيفية توزيع المهام، تقديم التغذية الراجعة، إدارة الاختلافات داخل الفريق، والتواصل مع شخصيات مختلفة بشكل فعّال. كما يتم تدريبهم على أساليب التفاوض وحل النزاعات الجماعية.
8. إدارة الحوار الفعال
الحوار الناجح لا يقتصر على إيصال الرسالة فحسب، بل يشمل أيضًا التفاعل البناء مع الطرف الآخر. تعلّم الدورة المشاركين مهارات مثل: التحكم في نبرة النقاش، فهم لغة الجسد، تجنب سوء الفهم، والرد الذكي على الانتقادات. كما تتطرق إلى أهمية التوقيت والبيئة في إنجاح الحوار.
9. اكتساب الوعي الثقافي في التواصل
تركز الدورة على التواصل بين الثقافات، وهو أمر بالغ الأهمية في عصر العولمة. يتم تدريب المتعلم على كيفية فهم الفروقات الثقافية في أساليب التحية، المجاملة، الإيماءات، والمسافات الشخصية، وتعلمه كيفية احترام التنوع دون إصدار أحكام مسبقة. هذا يساعد بشكل كبير في العمل مع فرق دولية أو التفاعل مع عملاء من خلفيات مختلفة.
10. استخدام أدوات التواصل الرقمي باحترافية
في ظل الاعتماد المتزايد على الوسائل الرقمية، تقدم الدورة توجيهات حول كيفية استخدام البريد الإلكتروني، الرسائل النصية، تطبيقات الاجتماعات المرئية، وشبكات التواصل الاجتماعي بطريقة احترافية. كما توضح أهمية اختيار القنوات المناسبة، وصياغة الرسائل الرقمية بأسلوب مهني يحترم الزمن والمحتوى.
11. تطوير الذكاء العاطفي أثناء التواصل
تُعد القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معها بذكاء أحد المهارات الحاسمة في التواصل. تعمل الدورة على رفع وعي المتعلم بحالته العاطفية ومراقبة تأثيرها على أسلوب تواصله. كما تُدربه على ممارسة التعاطف، ضبط النفس، والتعبير عن المشاعر بطريقة مدروسة.
12. تقديم تغذية راجعة بنّاءة
التغذية الراجعة جزء لا يتجزأ من عملية التواصل المستمر. يتعلم الطالب كيف يعطي رأيًا بنّاءً دون إيذاء مشاعر الطرف الآخر، وكيف يتلقى النقد بروح إيجابية دون دفاع أو انزعاج. كما يكتسب تقنيات لصياغة الملاحظات بطريقة تحفز التحسين والتطوير.
13. التعامل مع المواقف الصعبة
في بيئات العمل والعلاقات اليومية، يواجه الإنسان مواقف تتطلب حساسية خاصة في التعامل. توفر الدورة استراتيجيات لإدارة التوتر، التعامل مع الأشخاص الصعبين، احتواء الغضب، وفض النزاعات بطريقة محترمة دون تصعيد.
14. إدارة الوقت داخل المحادثات والاجتماعات
من خلال التدريب على التحكم في وقت الحديث، وتحديد النقاط المهمة، وتفادي الإطالة غير الضرورية، تساعد الدورة المشاركين على أن يكونوا أكثر فعالية في تواصلهم خلال الاجتماعات أو المحادثات المهنية.
15. تعزيز القدرة على الإبداع في الحوار
تعلم الدورة المتعلمين كيف يمكنهم استخدام القصص، الأسئلة المفتوحة، والاستعارات لإضفاء الحيوية على المحادثة، وكسب انتباه الطرف الآخر، مما يسهل نقل الرسائل والمفاهيم حتى في المواضيع الجافة أو المعقدة.
16. تطوير الحس المهني في التواصل
يتم تدريب المتعلم على التمييز بين الأسلوب المناسب في المحادثات الشخصية، وذلك المهني. يتعلم كيف يتواصل بلباقة واحترام مع المدراء، الزملاء، العملاء، والشركاء، بحيث يعكس صورة إيجابية عنه وعن المؤسسة التي يمثلها.
المهارات المكتسبة من الدورة
عند الانتهاء من دورة مهارات التواصل المجانية عبر الإنترنت من كورسيرا، يكون المتعلم قد اكتسب مجموعة متكاملة من المهارات العملية والنظرية التي تؤهله للتفاعل بكفاءة مع الآخرين في مختلف البيئات. هذه المهارات لا تتوقف عند الجانب المهني فقط، بل تمتد لتشمل الحياة الاجتماعية والأكاديمية، مما يجعلها من أكثر الدورات فائدة وتطبيقاً. فيما يلي أبرز المهارات المكتسبة من الدورة، والتي تم تغطيتها من خلال المحاضرات النظرية والأنشطة التطبيقية والتمارين التفاعلية:
مهارات التحدث بوضوح وفعالية
من أبرز المهارات التي يكتسبها المتعلم من هذه الدورة هي مهارة التحدث بوضوح وتنظيم. يتعلم المشارك كيفية التعبير عن أفكاره ومشاعره بلغة بسيطة ولكن قوية، وكيفية استخدام نبرة الصوت، وتوزيع الأنفاس، وتنويع السرعة والنغمة حسب السياق والمستمع. كما تُدرّب الدورة الطالب على التحكم في لغة الجسد لتدعيم الكلام بإشارات داعمة، مما يزيد من مصداقية الرسالة ووضوحها.
مهارات الإقناع والتأثير
تتيح الدورة فرصة حقيقية لتعلم فن الإقناع، وهو من المهارات المطلوبة بشدة في بيئة العمل، خصوصًا في مجالات المبيعات، التسويق، القيادة، والتعليم. يتم تدريب المتعلم على كيفية بناء حجة منطقية، استخدام الأدلة والبراهين، إدخال القصص والتجارب الشخصية لتعزيز التأثير، مع فهم الجمهور المستهدف وتكييف الرسالة وفقًا لاحتياجاته وتوقعاته. هذه المهارة تُعد أساسية لأي شخص يريد التأثير في محيطه المهني والاجتماعي.
مهارات الاستماع النشط
تُعد مهارة الاستماع النشط من أكثر المهارات التي يتم التأكيد عليها في الدورة، حيث يتعلم الطالب كيف يكون مستمعًا حقيقيًا وليس فقط منتظرًا لفرصته في التحدث. تشمل هذه المهارة القدرة على التركيز الكامل على المتحدث، تحليل الرسائل الظاهرة والمخفية، تقديم إشارات لفظية وغير لفظية تدل على الانتباه، وتلخيص الأفكار لضمان الفهم الصحيح. هذا النوع من الاستماع يحسن العلاقات، يقلل من سوء الفهم، ويزيد من احترام الآخرين لك.
مهارات التعامل مع المواقف الصعبة
يتعرض المتعلم خلال الدورة لمواقف افتراضية يتم فيها تقييم ردود فعله على التوتر، الغضب، الصمت الطويل، أو النقد اللاذع. وبناءً عليه، يتعلم كيف يحافظ على الهدوء، يضبط ردوده، ويوجه الحوار نحو الحلول بدلًا من التصعيد. كما يتعلم تقنيات ضبط النفس، استخدام الكلمات المحايدة، وتجنب العبارات التي تؤدي إلى تفاقم النزاع، مما يجعله أكثر مرونة واحترافية في المواقف الصعبة.
مهارات الكتابة المهنية والتواصل المكتوب
تشمل الدورة تمارين على كتابة الرسائل الإلكترونية المهنية، المذكرات الداخلية، والتقارير الوظيفية، مما يساعد الطالب على تطوير مهارات الكتابة الواضحة والموجزة والمباشرة. يتعلم كيفية استخدام أسلوب مهني، اختيار العبارات المناسبة، الحفاظ على اللباقة، والتأكد من خلو الكتابات من الأخطاء اللغوية أو التناقضات.
مهارات إدارة الاجتماعات والتواصل الجماعي
يتدرب المتعلم على كيفية التحضير للاجتماعات، صياغة أجندة واضحة، إدارة الوقت، توزيع الأدوار، وتلخيص النقاشات بفعالية. كما يُعلَّم كيفية التواصل مع مجموعات من الأشخاص بطرق تجعل الجميع يشعر بأنه مسموع ومحترم، وهو أمر جوهري في بناء فرق عمل ناجحة.
مهارات تقديم العروض والعرض التقديمي
من خلال التدريبات العملية، يكتسب المتعلم القدرة على إعداد وتقديم عروض تقديمية احترافية باستخدام أدوات مثل PowerPoint أو Canva. يتعلم كيفية جذب انتباه الجمهور من الدقيقة الأولى، التعامل مع الأسئلة المفاجئة، والتحكم في رهبة المسرح أو الخجل. كما يتم تدريبه على كيفية استخدام وسائل الإيضاح بشكل فعّال لدعم المحتوى.
مهارات استخدام التواصل غير اللفظي
من الجوانب الهامة في الدورة هو التعرف على أهمية التواصل غير اللفظي، مثل تعبيرات الوجه، حركة اليدين، نبرة الصوت، والمواقف الجسدية. يتعلم المتدرب كيف يرسل رسائل إيجابية من خلال لغة جسده، وكيف يفسر الإشارات غير اللفظية للآخرين لفهم أعمق لما يتم التواصل حوله.
مهارات الذكاء العاطفي
من المهارات التي يتم اكتسابها أيضًا الوعي بالمشاعر الذاتية ومشاعر الآخرين. يتعلم الطالب كيف يستخدم الذكاء العاطفي لتحسين تواصله، عبر التفهم، التعاطف، والتفاعل الإيجابي. كما يدرب على تحديد الحالات العاطفية لدى الطرف الآخر وتعديل استجاباته وفقًا لذلك، مما يزيد من فعالية التواصل ويعزز من جودة العلاقات.
مهارات التواصل عبر الثقافات
في عالم متعدد الجنسيات، تُعد مهارات التواصل بين الثقافات من العناصر الجوهرية. تعلم الدورة المتعلم كيفية فهم الخلفيات الثقافية المختلفة، ما يقال وما لا يُقال في بيئات مختلفة، وكيفية التفاعل بطريقة محترمة وحساسة ثقافيًا. تُعزز هذه المهارة من فرص النجاح في العمل الدولي، التبادل الطلابي، أو المشاريع متعددة الجنسيات.
مهارات النقد البنّاء والتغذية الراجعة
واحدة من أهم المهارات العملية التي يتدرب عليها المتعلم هي تقديم تغذية راجعة بناءة دون إساءة، واستقبال النقد بروح منفتحة دون تحسس. تُدرب الدورة الطالب على أساليب مدروسة لطرح الملاحظات التي تدفع للتحسين، مثل استخدام تقنية “السندويتش” (مدح – نقد – مدح)، بالإضافة إلى لغة الجسد المناسبة عند إعطاء أو استقبال الملاحظات.
مهارات التفاوض وإدارة التوتر
يتعلم الطالب كيف يشارك في مفاوضات فعالة مع الحفاظ على هدوئه وثباته، سواء كان في سياق عمل أو تواصل شخصي. تركز الدورة على استراتيجيات مثل التركيز على المصالح وليس المواقف، البحث عن حلول رابحة للطرفين، وتجنب التصعيد اللفظي أو العاطفي.
مهارات بناء علاقات طويلة الأمد
من خلال الممارسة والتحليل، يتعلم المتدرب كيفية بناء علاقات قائمة على الثقة، الاحترام، والمصداقية. تشمل هذه المهارات القدرة على الحفاظ على اتصال دائم، فهم الآخر، بناء جسور تفاهم، وإدارة العلاقات بطريقة صحية ومستقرة.
الخبرات المكتسبة من الدورة
من خلال التعلم الذاتي، والانخراط في بيئة تعليمية تفاعلية، يمكن للمتعلمين الاستفادة من تجارب واقعية تكسبهم خبرة تطبيقية مباشرة. ومن أبرز ما يكتسبه المتعلم:
- ممارسة حقيقية للعرض والإلقاء: من خلال التمارين التي تطلب من الطالب تسجيل عروض قصيرة وتحليلها.
- حل مشكلات تواصل واقعية: تطرح الدورة سيناريوهات من الحياة اليومية ليحللها المتعلم ويقترح أساليب تواصل فعالة لحلها.
- تقييم أداء الذات: استخدام أدوات التقييم الذاتي لتحليل نقاط القوة والضعف في مهاراته التواصلية.
- تجربة التعلم التعاوني: التفاعل مع طلاب من ثقافات وخلفيات مهنية متعددة لتبادل الأفكار والآراء.
- تعزيز الثقة بالنفس: زيادة الثقة عند الحديث أمام الآخرين نتيجة الممارسة والتحسين المستمر.
- اكتشاف نمط التواصل الشخصي: إدراك المتعلم لأسلوبه الخاص في التواصل، وتحديد مجالات التطوير.
أهمية الدورة في تطوير مسارك المهني
في بيئة مهنية تزداد فيها المنافسة، وتتحول فيها المعايير بسرعة، لم تعد الشهادات الأكاديمية وحدها كافية لضمان النجاح. فالموظف أو القائد الناجح هو الذي يستطيع التعبير عن أفكاره بوضوح، الاستماع لملاحظات الآخرين بذكاء، والعمل ضمن فريق بروح التعاون والاحتراف. كل ذلك يعتمد بشكل جوهري على امتلاك مهارات التواصل الفعال. من هنا، تبرز أهمية دورة كورسيرا المجانية في مهارات التواصل كخطوة أساسية نحو بناء أو تعزيز المسار المهني في أي مجال. إليك كيف يمكن أن تؤثر هذه الدورة بشكل مباشر وعميق في حياتك المهنية:
تعزيز فرص التوظيف والقبول في الوظائف التنافسية
من أول وأهم الفوائد التي تقدمها الدورة هي رفع قابلية التوظيف. فعدد كبير من أصحاب العمل يشيرون في إعلاناتهم إلى أن “المهارات الشخصية” و”قدرة التواصل” هي من العوامل الحاسمة عند المفاضلة بين المرشحين. عند امتلاكك شهادة تثبت اجتيازك دورة متخصصة في مهارات التواصل، فإنك تظهر لصاحب العمل أنك تدرك أهمية المهارات الناعمة وأنك تعمل على تطويرها.
التفوق في المقابلات الوظيفية
المقابلات الشخصية ليست فقط اختبارًا لمؤهلاتك التقنية، بل هي تقييم مباشر لمهاراتك في الحديث، التفاعل، واللباقة. تساعدك الدورة على بناء إجابات ذكية ومنظمة، التحكم بلغة جسدك، وإبراز شخصيتك بطريقة إيجابية. كما تمنحك الثقة للتحدث بوضوح عن قدراتك وخبراتك، وهي مهارة حاسمة في ترك انطباع أول ممتاز.
بناء شخصية قيادية فعّالة
القادة الناجحون هم أولئك الذين يتقنون التواصل، سواء في الإلهام، التوجيه، أو إدارة الفرق. مهارات التواصل الاحترافي تُعد من المهارات الأساسية في القيادة، وتساعد في توصيل الرؤية، حل النزاعات داخل الفرق، والتفاوض مع الأطراف المختلفة. توفر لك الدورة أدوات عملية لبناء مهارات قيادية متوازنة تجمع بين الحزم والتفهم، وبين المنطق والعاطفة.
تسهيل الترقيات المهنية
الترقي في السلم الوظيفي لا يعتمد فقط على الأداء الفني، بل يعتمد أيضًا على مهارات التواصل داخل المؤسسة. عندما تظهر قدرتك على تمثيل الفريق، تنظيم الاجتماعات، صياغة التقارير بفعالية، وقيادة النقاشات، فإنك تضع نفسك في موقع ترشيح طبيعي للترقيات والمناصب القيادية. الدورة تمنحك المهارات والثقة لتكون ذلك الشخص الذي يُعتمد عليه في المهمات الكبرى.
دعم العمل الحر وريادة الأعمال
إذا كنت رائد أعمال أو تخطط لإنشاء مشروعك الخاص، فإن مهارات التواصل تصبح رأس مال حقيقي. ستحتاجها في تقديم مشروعك للمستثمرين، التفاوض على الشروط، بناء علاقات مع العملاء، توجيه الفريق، وحتى التسويق لنفسك. الدورة تساعدك على تنظيم خطابك، التحكم في انفعالاتك، وإيصال رسالتك بأسلوب محترف ومؤثر.
تحسين الأداء في بيئة العمل الحالية
حتى وإن كنت موظفًا حاليًا، فإن تطوير مهارات التواصل المهني سيحسن من أدائك اليومي، ويجعلك أكثر فاعلية في التعامل مع زملائك، مدرائك، وعملائك. ستصبح أكثر قدرة على إدارة وقت الاجتماعات، كتابة رسائل إلكترونية مؤثرة، وإيصال اعتراضك أو رأيك بأسلوب حضاري. كما ستتمكن من معالجة سوء الفهم والحد من التوترات داخل الفريق.
التميز في الفرق متعددة التخصصات والثقافات
في الشركات العالمية أو المؤسسات التي يعمل فيها موظفون من خلفيات متعددة، تصبح القدرة على التواصل بين الثقافات مهارة ذهبية. تتيح لك الدورة فهم الفروقات الثقافية في أنماط الحديث، والاحترام، وردود الفعل، مما يجعلك أكثر قبولًا وتأثيرًا في بيئات دولية أو متعددة الجنسيات.
تحسين المهارات التفاوضية في العقود والمشاريع
المفاوضات الناجحة لا تعتمد فقط على قوة العرض، بل على طريقة تقديمه والتفاعل مع الطرف الآخر. تُدربك الدورة على مهارات الإقناع والتفاوض، وتمنحك أدوات تساعدك في التحكم بنبرة الحوار، عرض الحلول، وتهدئة النزاعات. هذه المهارات مفيدة بشكل خاص لمن يعملون في الأقسام القانونية، الإدارية، أو التجارية.
تعزيز ملفك المهني على LinkedIn والسيرة الذاتية
بإتمامك هذه الدورة، تستطيع إدراجها ضمن قسم التعليم أو المهارات في سيرتك الذاتية أو ملفك على LinkedIn، مما يمنحك ميزة إضافية عند مقارنة ملفك بغيرك من المتقدمين. فالكثير من مسؤولي التوظيف يبحثون عن مؤشرات واضحة على أن المرشح لا يقتصر على المعرفة الأكاديمية، بل يسعى فعليًا لتطوير نفسه على المستوى المهني.
دعم المسارات المهنية الأكاديمية والتدريبية
إذا كنت تعمل في مجال التعليم أو التدريب أو حتى البحث العلمي، فإن مهارات التواصل الأكاديمي تعتبر مفتاحًا مهمًا. ستساعدك هذه الدورة في إيصال أفكارك بوضوح، تقديم محاضرات فعالة، تنظيم الورش، وكتابة عروض بحثية مقنعة. كما تمنحك القدرة على التفاعل مع الطلاب أو المتدربين بطريقة تحفز الحوار وتثري العملية التعليمية.
تسريع النمو الوظيفي على المدى الطويل
كل مهارة تكتسبها في مجال التواصل تضيف إلى رصيدك المهني وتزيد من قابليتك للتكيف مع التغيرات المستقبلية. سواء كانت تغيرات وظيفية، ترقيات، أو حتى تغييرات مهنية شاملة، فإن امتلاك مهارات تواصل قوية يجعلك مرنًا، مستعدًا، وقادرًا على التكيف بسهولة مع المتغيرات المحيطة بك.
كيفية الالتحاق بالدورة
إذا كنت راغبًا في الالتحاق بدورة مهارات التواصل المجانية من كورسيرا، يمكنك اتباع الخطوات التالية:
- زيارة موقع كورسيرا: اذهب إلى www.coursera.org.
- إنشاء حساب: قم بالتسجيل مجانًا باستخدام بريدك الإلكتروني أو حساب Google أو Facebook.
- البحث عن اسم الدورة: اكتب في شريط البحث “Communication Skills” أو “مهارات التواصل”.
- اختيار الدورة المناسبة: تأكد من أن الدورة مجانية، وراجع اسم الجامعة المقدمة للمحتوى.
- انقر على “Enroll for Free”: سيُطلب منك اختيار خيار “Audit the Course” للتسجيل المجاني دون شهادة، أو التقديم على دعم مالي للحصول على الشهادة مجانًا.
- ابدأ الدراسة فورًا: يمكنك البدء بمشاهدة الفيديوهات والتمارين في الوقت الذي يناسبك.
- احصل على شهادة (اختياري): بعد إتمام الدورة، يمكنك التقدم للحصول على شهادة موثوقة تُدرج في سيرتك الذاتية أو ملفك على LinkedIn.
إن امتلاك مهارات التواصل القوية لم يعد خيارًا، بل ضرورة يفرضها تطور العالم وتغير أساليب العمل والتفاعل الاجتماعي. ومن خلال الدورة المجانية التي تقدمها كورسيرا، يمكنك الآن أن تتعلم وتطور هذه المهارات من راحة منزلك، وبدون أي تكلفة. إنها فرصة لا تقدر بثمن لكل من يسعى لتحقيق التميز في مسيرته المهنية، تحسين علاقاته الإنسانية، أو حتى زيادة ثقته في ذاته. لا تتردد في اتخاذ الخطوة الأولى، فكل تواصل يبدأ بكلمة، وكل تغيير يبدأ بقرار.
