تعتبر المنح الدراسية من أكثر المواضيع التي تثير فضول الطلاب حول العالم، فهي تمثل جسراً بين أحلامهم الأكاديمية والواقع الذي يفرض تكاليف باهظة ورسوم مرتفعة. ومع أن المنح متوفرة بعشرات الآلاف عبر الجامعات والحكومات والمؤسسات الخيرية، إلا أن كثيراً من الطلاب يتراجعون عن التقديم بسبب اعتقادات خاطئة وأكاذيب منتشرة بينهم. هذه الأكاذيب غالباً ما تنتقل من طالب لآخر أو عبر مواقع غير موثوقة فتترسخ كحقائق، بينما هي في الأصل مجرد تصورات خاطئة. هنا سنستعرض أكبر 7 أكاذيب عن المنح الدراسية يصدقها الطلاب، ونفصلها بالأمثلة العملية، الجداول التوضيحية، والنصائح الواقعية.
الأكذوبة الأولى: المنح الدراسية مخصصة للمتفوقين فقط

خلفية الاعتقاد الخاطئ
منذ سنوات طويلة ارتبطت كلمة “منحة” في ذهن الطالب العربي والأجنبي على حد سواء بصورة الطالب العبقري، الأول على دفعته، أو صاحب المعدل الكامل. هذا التصور انتشر بسبب طبيعة بعض المنح التقليدية التي كانت موجهة للأوائل والمتفوقين أكاديمياً حصراً. ومع مرور الوقت أصبحت هذه الصورة النمطية عائقاً نفسياً لدى الكثير من الطلاب، حيث يظنون أن أي معدل أقل من 90% أو 95% يعني استبعاداً مباشراً من المنافسة. النتيجة أن عشرات الآلاف من الطلاب يتوقفون عن البحث من البداية، بينما الحقيقة أن المعايير اليوم أوسع بكثير من مجرد الدرجات.
تنوع معايير المنح
المنح الدراسية اليوم تصمم لأهداف مختلفة، ولذلك تختلف معاييرها:
- منح أكاديمية: نعم، هذه تعتمد على الدرجات العالية، وهي موجهة للطلاب الذين يثبتون تميزهم الأكاديمي.
- منح قيادية: تركز على دور الطالب في المجتمع، الأعمال التطوعية، المشاريع الاجتماعية، الأنشطة الطلابية.
- منح مالية: مخصصة للطلاب محدودي الدخل أو القادمين من بيئات ضعيفة الموارد.
- منح مواهب: موجهة للفنانين، الرياضيين، المبدعين في أي مجال غير تقليدي.
- منح بحثية: تشترط وجود مشروع بحثي واعد أو فكرة مبتكرة، حتى لو لم يكن الطالب الأعلى في صفه.
أمثلة دولية توضح التنوع
- برنامج تشيفنينغ البريطاني لا يشترط علامات مرتفعة جداً بقدر ما يهتم بقدرة الطالب على القيادة وإحداث التغيير في بلده.
- منح فولبرايت الأمريكية تختار طلاباً بملفات متنوعة، وقد تم قبول طلاب بمعدلات أقل من المتوقع بسبب قوة خطاباتهم ومشاريعهم.
- الجامعات الأمريكية الكبرى تخصص منحاً ضخمة للرياضيين الموهوبين، حيث قد يغطي أداؤهم في الرياضة تكاليف الدراسة بالكامل.
- برامج الفنون مثل Juilliard في نيويورك أو أكاديميات أوروبا تمنح دعماً ضخماً للموسيقيين والفنانين، بغض النظر عن معدلاتهم الأكاديمية.
دراسات حالة حقيقية
- طالبة من نيجيريا حصلت على منحة دراسية كاملة في جامعة بريطانية رغم أن معدلها الأكاديمي متوسط، والسبب أنها أسست مبادرة لتعليم الفتيات في قريتها القراءة والكتابة.
- طالب من مصر حصل على منحة إيراسموس في إسبانيا بعد أن أظهر خبرة قوية في العمل التطوعي مع اللاجئين، رغم أن معدله لم يتجاوز 80%.
- رياضي تونسي حصل على منحة كاملة في جامعة أمريكية لأنه بطل محلي في ألعاب القوى، ولم يُسأل عن معدله سوى بشكل ثانوي.
تحليل بالأرقام
بحسب إحصائيات من تقارير برامج المنح:
- أكثر من 40% من المنح العالمية لا تركز على التفوق الأكاديمي كمقياس رئيسي.
- 25% من المنح تركز على الوضع المالي والاجتماعي.
- 20% تخصص لمواهب غير أكاديمية (رياضة، فنون، قيادة).
- فقط حوالي 15% تشترط معدلات مرتفعة جداً (90% فما فوق).
جدول توضيحي للفروق
نوع المنحة | الشرط الأساسي | نسبة توفرها عالمياً | أمثلة |
---|---|---|---|
أكاديمية | معدل مرتفع + شهادة لغة قوية | 15% | منح هارفارد، أوكسفورد |
قيادية | خبرة في التطوع أو القيادة | 25% | تشيفنينغ، مانديلا واشنطن |
مالية | الحاجة الاقتصادية | 20% | منح DAAD الجزئية |
مواهب | إنجاز رياضي/فني | 20% | NCAA الأمريكية |
بحثية | فكرة أو مشروع بحثي | 20% | منح Erasmus+, Horizon Europe |
نصائح عملية للطلاب ذوي المعدلات العادية
- لا تحد من نفسك: ابحث عن المنح التي تركز على القيادة أو التطوع أو المواهب.
- طور ملفك الشخصي: شارك في أنشطة طلابية أو تطوعية تضيف قيمة لطلبك.
- استثمر في خطاب الدافع: هذا المستند قد يقلب الموازين لصالحك حتى لو كان معدلك متوسطاً.
- ابحث في أكثر من مصدر: لا تكتفِ بموقع واحد، بل استخدم منصات مثل Studyshoot وScholarshipportal وDAAD.
- ركز على المنح الموجهة لبلدانك: بعض المنح تخصص مقاعد لطلاب من دول محددة لتعزيز التنوع.
القول إن المنح مخصصة للمتفوقين فقط هو من أكثر الأكاذيب التي قتلت أحلام آلاف الطلاب. الواقع أن الفرص متاحة لشريحة واسعة، والمعايير متنوعة لتشمل القيادة، التطوع، المواهب، وحتى الظروف الاقتصادية. من يستسلم لهذا الاعتقاد يحرم نفسه من فرصة قد تغير مسار حياته بالكامل.
الأكذوبة الثانية: المنح الدراسية تعني دائماً تغطية كاملة لكل التكاليف

خلفية الاعتقاد الخاطئ
من أكثر ما يعيق الطلاب في موضوع المنح هو فكرة أن “المنحة” تعني دائماً أنك ستسافر وتتعلم مجاناً دون أن تدفع شيئاً. هذا الاعتقاد غير دقيق على الإطلاق. السبب في انتشاره أن الطلاب يسمعون قصصاً عن زملاء حصلوا على منح كاملة مثل فولبرايت أو تشيفنينغ، فيظنون أن كل المنح تعمل بهذه الطريقة. لكن الواقع مختلف تماماً. الغالبية العظمى من المنح جزئية أو تغطي جانباً معيناً من المصاريف فقط. لذلك من الضروري فهم الفروقات حتى لا يُصاب الطالب بخيبة أمل أو يتفاجأ بتكاليف إضافية بعد السفر.
أنواع المنح من حيث التمويل
- منح كاملة (Full Scholarships): هذه المنح تغطي جميع التكاليف الأساسية مثل الرسوم الدراسية، السكن الجامعي أو بدل سكن، التأمين الصحي، الكتب، وتذاكر السفر. أحياناً تمنح أيضاً مصروفاً شهرياً لتغطية المعيشة. لكنها نادرة ومنافسة جداً.
- منح جزئية (Partial Scholarships): هذه المنح تغطي نسبة معينة من الرسوم الدراسية (قد تكون 25%، 50%، أو 75%). أحياناً تشمل إعفاء من رسوم التسجيل فقط أو خصماً على السكن. الطالب هنا يحتاج لإيجاد مصدر آخر لتغطية بقية النفقات.
- منح دعم أو زمالات صغيرة (Grants/Stipends): قد تكون مبلغاً مقطوعاً لمرة واحدة مثل 1000 أو 2000 دولار، تُمنح لمساعدة الطالب في تكاليف محددة مثل الكتب أو السفر. هذه لا تكفي وحدها، لكنها يمكن أن تخفف العبء.
- منح حكومية أو محلية: بعض الحكومات توفر منحاً للطلاب في الخارج لكنها قد تغطي فقط الرسوم أو تعطي بدل سفر محدود.
أمثلة واقعية
- فولبرايت الأمريكية: من أندر المنح التي توفر تمويلاً شبه كامل يشمل الرسوم، السكن، التأمين، وحتى تذاكر السفر.
- تشيفنينغ البريطانية: تغطي الرسوم كاملة مع راتب شهري جيد وتذكرة سفر، لكنها موجهة لمرحلة الماجستير فقط.
- إيراسموس بلس الأوروبية: تغطي تكاليف السفر وتمنح راتباً شهرياً للمعيشة، لكنها لا تدفع دائماً كامل الرسوم الجامعية.
- منح الجامعات الخاصة: جامعة أوكسفورد مثلاً قد تمنح خصماً بنسبة 40% على الرسوم فقط، بينما يتحمل الطالب السكن والمعيشة.
- منح DAAD الألمانية: تمنح راتباً شهرياً (حوالي 850 يورو لطلاب الماجستير) وتغطية صحية، لكنها لا تغطي دائماً تكاليف السفر أو كل الرسوم الإضافية.
مقارنة تفصيلية بالأرقام
نوع المنحة | الرسوم الدراسية | السكن والمعيشة | التأمين الصحي | السفر | ملاحظات |
---|---|---|---|---|---|
كاملة | 100% مغطاة | بدل سكن شهري | مغطى | مغطى | أمثلة: فولبرايت، تشيفنينغ |
جزئية | 25% – 75% مغطاة | على الطالب | على الطالب | أحياناً جزئية | شائعة في الجامعات الخاصة |
دعم مالي | لا يغطي | لا يغطي | لا يغطي | لا يغطي | منحة لمرة واحدة 1000–3000 دولار |
حكومية محلية | حسب الدولة | محدود | محدود | أحياناً | تختلف حسب السياسة التعليمية |
أسباب انتشار المنح الجزئية أكثر من الكاملة
- القدرة المالية للجهات المانحة: الجامعات لا تستطيع تمويل جميع الطلاب بشكل كامل، فتقدم خصومات جزئية لعدد أكبر.
- تشجيع مشاركة الطالب: بعض الجهات تريد من الطالب أن يكون مسؤولاً جزئياً عن تكاليفه لتقدير التجربة.
- زيادة عدد المستفيدين: بدلاً من منح 10 طلاب منحاً كاملة، يمكن دعم 50 طالباً بمنح جزئية.
التحديات التي يواجهها الطالب مع المنح الجزئية
- ارتفاع تكاليف المعيشة في بعض الدول مثل بريطانيا أو كندا، مما يجعل المنحة الجزئية غير كافية.
- صعوبة الحصول على مصادر تمويل إضافية من الأسرة أو المؤسسات الخيرية.
- بعض الدول لا تسمح للطلاب الدوليين بالعمل إلا لساعات محدودة، مما يقلل من القدرة على سد النفقات.
حلول عملية للتعامل مع المنح الجزئية
- الجمع بين أكثر من منحة: يمكن للطالب الحصول على منحة جزئية من الجامعة ومنحة أخرى صغيرة من مؤسسة خيرية.
- العمل الجزئي القانوني: بعض الدول مثل ألمانيا وكندا تسمح للطلاب بالعمل 20 ساعة أسبوعياً، وهو ما يساعد في تغطية المعيشة.
- التقديم على منح داخلية موازية: حتى بعد الوصول، يمكن التقديم على جوائز بحثية أو دعم من أقسام الجامعة.
- تخطيط مالي مسبق: على الطالب أن يحسب تكاليف المعيشة المتوقعة ويحدد ما إذا كان الدعم المقدم سيكفي أو لا.
تحليل بالأرقام
بحسب تقارير مؤسسة Scholarshipportal:
- 60% من المنح المتاحة للطلاب الدوليين في أوروبا هي منح جزئية.
- 25% فقط تغطي كامل التكاليف.
- 15% عبارة عن دعم رمزي أو جوائز مالية صغيرة.
هذا يعني أن الطالب الذي يبحث فقط عن المنح الكاملة يضيّع على نفسه غالبية الفرص المتاحة.
نصائح عملية للطلاب
- اقرأ تفاصيل المنحة بدقة ولا تفترض أنها تغطي كل شيء.
- لا تتردد في التقديم لمنح جزئية، فحتى الخصم بنسبة 30% قد يوفر آلاف الدولارات.
- ضع خطة مالية تجمع بين المنحة والمدخرات أو العمل الجزئي.
- اسأل الجامعة أو الجهة المانحة بوضوح: ما الذي ستغطيه المنحة؟ وما الذي ستتحمله بنفسك؟
الاعتقاد بأن المنح تعني دائماً “دراسة مجانية 100%” هو وهم شائع. نعم هناك منح كاملة لكنها محدودة ومنافسة بشدة. الغالبية هي منح جزئية أو دعم مالي محدود. الطالب الذكي هو الذي يتعامل بواقعية، يعرف تفاصيل المنحة، ويخطط لتغطية باقي التكاليف. من يصر على انتظار المنحة الكاملة فقط قد يفقد فرصاً حقيقية كان يمكن أن تفتح له أبواب التعليم العالمي.
الأكذوبة الثالثة: المنح الدراسية موجودة فقط في الخارج

خلفية الاعتقاد الخاطئ
معظم الطلاب عندما يسمعون كلمة “منحة دراسية” يتبادر إلى ذهنهم السفر إلى أمريكا، بريطانيا، كندا أو ألمانيا. هذا التصور يعكس صورة نمطية راسخة بأن المنحة تعني دائماً الدراسة في الخارج. السبب يعود إلى أن الإعلام يركز على قصص الطلاب الذين يسافرون بفضل المنح العالمية مثل فولبرايت أو تشيفنينغ، بينما لا يتم تسليط الضوء كثيراً على المنح المحلية أو الإقليمية. وهنا تبدأ المشكلة: الطالب يتجاهل مئات الفرص القريبة المتاحة داخل وطنه أو في دول مجاورة لأنها ببساطة لا تتماشى مع الفكرة المسبقة التي يحملها عن المنح.
الحقيقة وراء الأكذوبة
الحقيقة أن المنح الدراسية ليست حكراً على الخارج. الجامعات المحلية في معظم الدول تقدم منحاً داخلية لطلابها. الحكومات تخصص مقاعد مجانية أو إعفاءات من الرسوم للطلاب المتفوقين أو محدودي الدخل. كذلك هناك منح مقدمة من مؤسسات خيرية محلية، منظمات مجتمع مدني، شركات كبرى، وحتى البنوك. هذه المنح قد تكون أكثر سهولة في التقديم وأقل منافسة من نظيراتها الدولية.
أمثلة محلية من العالم العربي
- مصر: جامعة القاهرة وعين شمس تقدمان إعفاءات كاملة أو جزئية للطلاب الأوائل. مؤسسة مصر الخير وبنك مصر يقدمان برامج دعم مالي لطلاب الجامعات المحلية.
- الأردن: الجامعات الرسمية تمنح خصومات للطلاب المتفوقين، والبنك العربي يموّل منحاً محلية لطلاب التخصصات الهندسية.
- السعودية: جامعة الملك عبد العزيز تقدم منحاً داخلية للطلاب السعوديين المتفوقين، إضافة إلى منح للطلاب المقيمين.
- المغرب: وزارة التربية الوطنية تخصص منحاً داخلية للطلاب الجامعيين لتغطية مصاريف السكن والمعيشة.
أمثلة من العالم
- في الهند، الحكومة تقدم منحاً لطلاب الريف لدعم دراستهم الجامعية محلياً.
- في الصين، هناك منح محلية داخل الجامعات مخصصة للطلاب الصينيين فقط.
- في ألمانيا، بعض الجامعات تمنح منحاً جزئية للطلاب الألمان إلى جانب المنح الدولية.
أنواع المنح المحلية مقارنة بالمنح الخارجية
النوع | المنح المحلية | المنح الخارجية |
---|---|---|
الرسوم | إعفاء كامل أو خصم جزئي | تغطية كاملة أو جزئية حسب الجهة |
السكن | أحياناً مدعوم أو شبه مجاني | غالباً ضمن التغطية الكاملة |
المنافسة | أقل نسبياً | شديدة ومفتوحة للعالم |
اللغة | لا حاجة لشهادات لغة أجنبية | غالباً تتطلب IELTS/TOEFL |
المستندات | أبسط وأقل تعقيداً | أكثر تعقيداً (سيرة ذاتية، خطابات دافع، توصيات) |
مزايا المنح المحلية
- المنافسة أقل لأن نطاقها يقتصر على طلاب من نفس البلد.
- إجراءات التقديم أبسط بكثير ولا تتطلب عادةً شهادات لغة أو مقالات مطولة.
- قرب المكان يقلل من تكاليف المعيشة والسفر.
- توفر فرصة للطلاب الذين لا يستطيعون السفر للخارج لظروف مالية أو اجتماعية.
عيوب المنح المحلية مقارنة بالخارجية
- قد تكون قيمتها المالية أقل.
- لا توفر خبرة التبادل الثقافي والدراسة في بيئة دولية.
- أحياناً يقتصر الدعم على الرسوم الدراسية فقط دون السكن أو المعيشة.
لماذا يفضل بعض الطلاب الخارج رغم وجود منح محلية؟
- الرغبة في الحصول على تجربة تعليمية جديدة وتعلم لغة أجنبية.
- الاعتقاد أن شهادة الجامعة الأجنبية أقوى في سوق العمل.
- البحث عن استقلالية وبناء شبكة علاقات دولية.
نصائح عملية للطلاب
- لا تهمل المنح المحلية أثناء بحثك. قد تكون وسيلة لتخفيف العبء المالي حتى لو لم تغطِ كل التكاليف.
- استخدم المنح المحلية كنقطة بداية، ثم ابحث عن منح خارجية في المراحل اللاحقة مثل الماجستير أو الدكتوراه.
- حتى لو كانت المنحة جزئية، استفد منها فهي قد تفتح لك لاحقاً أبواب منح أكبر.
- راقب المواقع الرسمية للوزارات والجامعات، فهي غالباً ما تعلن عن منح لا يتم تداولها إعلامياً.
المنح الدراسية ليست حكراً على الخارج كما يعتقد الكثير من الطلاب. هناك منح محلية في كل بلد تقريباً تغطي الرسوم أو توفر دعماً مالياً للطلاب. تجاهل هذه الفرص خطأ كبير، لأن بعضها أسهل في الحصول عليه وقد يشكل خطوة أولى نحو فرص أكبر لاحقاً. الطالب الذكي هو الذي يجمع بين المنح المحلية والدولية ليصنع لنفسه مساراً تعليمياً متكاملاً دون أن يثقل كاهله بالتكاليف.
الأكذوبة الرابعة: التقديم على المنح عملية معقدة جداً

الواقع وراء الأكذوبة
الطلاب يظنون أن التقديم يتطلب خطوات بيروقراطية معقدة، لكن معظم المنح أصبحت إلكترونية بالكامل. العملية تحتاج فقط إلى تنظيم وتحضير مسبق. الوثائق المطلوبة عادة تتكرر بين مختلف المنح: شهادات أكاديمية مترجمة، جواز سفر ساري، شهادة لغة، خطابات توصية، وخطاب دافع. الصعوبة الكبرى تكمن في كتابة خطاب الدافع لأنه يعكس شخصية الطالب وأهدافه. أما بقية الخطوات فهي مباشرة ويمكن تجهيزها مسبقاً. الطالب الذي ينتظر حتى آخر لحظة يجد العملية صعبة لأنه يفتقر للوقت الكافي لجمع الأوراق وكتابة النصوص.
خطوات مبسطة
- تحديد المنحة المناسبة ومراجعة الشروط.
- تجهيز المستندات الأكاديمية واللغوية.
- طلب خطابات توصية من الأساتذة أو المشرفين.
- كتابة خطاب دافع يشرح الدوافع والأهداف المستقبلية.
- رفع الطلب عبر الموقع الإلكتروني للمنحة قبل الموعد النهائي.
نصائح عملية
ابدأ التحضير قبل 6 أشهر على الأقل. احتفظ بملف رقمي يحوي كل أوراقك الأساسية لتستخدمها في كل المنح. اطلب مراجعة خطاب الدافع من أستاذ أو صديق يجيد الكتابة.
الأكذوبة الخامسة: المنح الدراسية موجهة فقط لطلاب من دول معينة

الواقع وراء الأكذوبة
بعض المنح فعلاً موجهة لدول محددة لدعم التنمية أو تعزيز العلاقات الدبلوماسية، لكن معظم المنح مفتوحة أمام طلاب من جميع الجنسيات. برامج مثل إيراسموس أو فولبرايت تشمل عشرات الدول. منح تشيفنينغ البريطانية تغطي أكثر من 160 دولة. الطلاب الذين يعتقدون أن جنسيتهم عائق يظلمون أنفسهم لأنهم لا يقرؤون القوائم الرسمية للدول المؤهلة. كل برنامج يحدد قائمة بالدول، وغالباً ما تشمل عدداً كبيراً من البلدان.
أمثلة موسعة
برنامج إيراسموس بلس الأوروبي يستقبل طلاباً من أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. منحة الحكومة الكورية (KGSP) مفتوحة لطلاب من معظم الدول النامية. منح الحكومة اليابانية (MEXT) تشمل عشرات الدول العربية والأفريقية.
الأكذوبة السادسة: يجب أن أكون متقناً للغة الأجنبية بشكل كامل

الواقع وراء الأكذوبة
إجادة اللغة شرط في بعض المنح، لكنها ليست عائقاً دائماً. هناك منح توفر سنة تحضيرية لتعلم اللغة قبل بدء الدراسة الأكاديمية. الجامعات الصينية مثلاً تقدم سنة لدراسة اللغة الصينية للطلاب الدوليين. الجامعات اليابانية توفر برامج مماثلة. الجامعات الألمانية والهولندية تعرض برامج كاملة باللغة الإنجليزية حتى لطلاب لا يجيدون الألمانية أو الهولندية. الشرط الأساسي غالباً هو إثبات حد أدنى من الكفاءة عبر اختبار IELTS أو TOEFL بدرجة متوسطة، وليس بالضرورة الكمال.
نصائح عملية
اختر برامج توفر سنة تحضيرية للغة إذا كانت لغتك ضعيفة. استغل المنصات التعليمية المجانية مثل Coursera وDuolingo. ابدأ بالتحضير لاختبار اللغة قبل عام من التقديم لتكون مستعداً.
الأكذوبة السابعة: المنافسة قوية جداً ولا فرصة لي

الواقع وراء الأكذوبة
كثير من الطلاب يستسلمون قبل المحاولة بسبب اعتقادهم أن المنافسة شرسة وأن فرصهم ضعيفة. لكن الحقيقة أن آلاف المنح تظل شاغرة كل عام بسبب نقص المتقدمين أو بسبب طلبات غير مكتملة. بعض الجامعات الأوروبية تعلن عن تمديد فترة التقديم لأن العدد المطلوب لم يكتمل. القوة ليست فقط في المعدل، بل في طريقة عرض الطالب لنفسه وخطاب الدافع الذي يقدمه. حتى طالب بمعدل متوسط يمكن أن يفوز إذا أقنع اللجنة بحماسه وطموحه ورغبته في المساهمة بمجتمعه.
طرق عملية لزيادة فرص النجاح
التقديم لعدة منح في الوقت نفسه لزيادة احتمالية القبول. إبراز الأنشطة التطوعية والخبرات خارج الدراسة في الطلب. كتابة خطاب دافع قوي يروي قصة شخصية مؤثرة. الاستعانة بخبرات طلاب سابقين حصلوا على المنحة.
الأكاذيب المنتشرة حول المنح الدراسية هي السبب الأكبر في فقدان آلاف الطلاب لفرص ذهبية كل عام. الحقيقة أن المنح ليست حكراً على المتفوقين، ولا تعني دائماً تمويلاً كاملاً، وليست محصورة في الخارج فقط، ولا يشترط للتقديم إتقان مطلق للغة أو جنسية معينة. كما أن التقديم ليس معقداً إلى الدرجة التي يتصورها البعض، والمنافسة ليست مستحيلة كما يظن كثيرون. الطريق نحو الحصول على منحة يبدأ بالتخلي عن هذه الأفكار المسبقة، والتحضير المبكر، والبحث الجاد، والتقديم بثقة. الطالب الذي يصدق هذه الأكاذيب يخسر فرصاً قد تغير حياته، أما الطالب الذي يتجاوزها ويجرب فربما يكون هو المستفيد القادم من منحة تغير مستقبله بالكامل.