أسبوع العمل المناخي في جزر المالديف 2026 هو حدث دولي شبابي ضخم يجمع القادة الشباب والمبتكرين والعلماء والطلاب من مختلف أنحاء العالم للتركيز على قضية التغير المناخي التي تُعد من أكبر التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين. تقام القمة في الفترة من 15 إلى 18 يناير 2026 في قلب المحيط الهندي، في دولة جزرية صغيرة لطالما كانت في واجهة الخطر المناخي – جزر المالديف.
ينظم هذا الحدث المعهد الدولي لعلوم المناخ (IIMPS) الذي يعمل على تمكين الشباب وتطوير قدراتهم في مجالات الاستدامة، الطاقة المتجددة، وحماية البيئة. تمثل هذه الفعالية فرصة استثنائية لكل من يهتم بالمناخ ليشارك في تجربة تعليمية وتفاعلية تغير نظرته للعالم.
أهمية انعقاد القمة في جزر المالديف

اختيار جزر المالديف كمقر لهذه القمة ليس اختيارًا عشوائيًا، بل يحمل دلالات عميقة. فالمالديف واحدة من أكثر الدول المهددة بارتفاع منسوب مياه البحر، إذ إن معظم جزرها لا يتجاوز ارتفاعها مترين عن سطح البحر، مما يجعلها مهددة بالغرق في العقود المقبلة إذا استمر تغير المناخ بنفس الوتيرة. لذلك، إقامة القمة هناك هو تذكير حي بأن قضية المناخ ليست نظرية، بل واقع تعيشه شعوب بأكملها. من خلال استضافة الحدث، ترسل المالديف رسالة للعالم مفادها أن الحلول يجب أن تبدأ الآن، وأن التضامن العالمي ضروري لحماية الكوكب.
المشاركون في القمة سيشاهدون بأعينهم كيف تؤثر التغيرات البيئية على المجتمعات الساحلية، وسيتعلمون من مبادرات الطاقة النظيفة والحياة المستدامة التي تبنتها الحكومة المالديفية في السنوات الأخيرة، مثل مشاريع الألواح الشمسية وإعادة تدوير المياه المالحة.
أهداف أسبوع العمل المناخي 2026

تم تصميم أسبوع العمل المناخي في جزر المالديف ليكون أكثر من مجرد حدث رمزي أو مؤتمر شبابي. إنه حركة عالمية تُبنى على المشاركة والتفاعل، وتهدف إلى تحويل الوعي المناخي إلى أفعال ملموسة تؤثر في الواقع. الأهداف التي حددها المنظمون ترتكز على ستة محاور رئيسية تمثل جوهر فلسفة القمة، وهي التعليم، التمكين، التعاون، الابتكار، العمل الميداني، وبناء شبكة دائمة من الشباب القادرين على إحداث التغيير.
1. رفع الوعي المناخي العالمي
أول أهداف القمة هو زيادة الوعي العالمي حول حجم التهديدات المناخية التي تواجه العالم، خصوصًا الدول الجزرية الصغيرة مثل المالديف. الهدف ليس فقط نقل المعلومات، بل جعل الشباب يشعرون بأنهم جزء من الحل، وأن كل تصرف يومي — من استهلاك الطاقة إلى إدارة النفايات — له أثر مباشر على مستقبل الكوكب.
يتم تحقيق هذا الهدف من خلال جلسات تعليمية تفاعلية ومحاضرات يقدمها خبراء من الأمم المتحدة ومنظمات المناخ العالمية. كما تُعرض تجارب حقيقية من مناطق تأثرت بالكوارث المناخية لتكون عبرة ومصدر إلهام في الوقت نفسه. التركيز على الوعي يساعد على تحويل المواقف السلبية أو اللامبالية إلى التزام عملي بمبدأ “فكر عالميًا، واعمل محليًا”.
2. تمكين الشباب كقادة للعمل المناخي
الشباب يمثلون القوة الأكبر للتغيير، وأسبوع العمل المناخي يهدف إلى إعدادهم ليكونوا قادة فاعلين في مجتمعاتهم. القمة تمنحهم الأدوات العملية والمعرفية لتصميم مبادرات مناخية يمكن تنفيذها بعد عودتهم إلى بلدانهم.
ورش العمل القيادية في القمة تركز على تطوير مهارات مثل التفكير النقدي، حل المشكلات البيئية، القيادة التعاونية، والتواصل الفعّال. كما يتم تدريب المشاركين على كيفية التعامل مع الجهات الحكومية والمؤسسات الدولية لتطبيق أفكارهم على نطاق أوسع.
الهدف هو تحويل المشاركين من مجرد متعلمين إلى صانعي سياسات صغيرة في مجتمعاتهم المحلية، قادرين على التأثير وإقناع الآخرين باتباع ممارسات أكثر استدامة.
3. تعزيز التعاون الدولي في مجال المناخ
لا يمكن لأي دولة أن تواجه التغير المناخي بمفردها، لأن تأثيراته تتجاوز الحدود الجغرافية. أحد أهم أهداف القمة هو بناء شبكة عالمية من التعاون بين الشباب، العلماء، المنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص.
خلال الفعالية، سيتم تشجيع المشاركين من مختلف الدول على تكوين شراكات ومبادرات عابرة للحدود، مثل برامج تبادل المعرفة أو حملات توعية مشتركة. كما سيُعقد منتدى خاص لمناقشة كيفية تطوير سياسات مشتركة بين الدول الصغيرة والمتقدمة لمواجهة الأزمات المناخية المستقبلية.
بهذا، لا يكون أسبوع العمل المناخي مجرد مناسبة مؤقتة، بل نقطة انطلاق لعلاقات طويلة الأمد تؤسس لمشاريع واقعية مستمرة.
4. دعم الابتكار المناخي والتكنولوجيا الخضراء
من المحاور الجوهرية للقمة تعزيز ثقافة الابتكار في مواجهة التحديات البيئية. فبدل التركيز فقط على المشكلات، تسعى القمة إلى إيجاد حلول مبتكرة يمكن تطبيقها محليًا وبتكاليف معقولة.
سيتم خلال القمة افتتاح مختبر الابتكار المناخي، وهو مساحة تعاونية يشارك فيها الشباب لتطوير أفكار مثل أجهزة إعادة تدوير متنقلة، تطبيقات لمراقبة الانبعاثات، أو مشاريع صغيرة للطاقة الشمسية.
الابتكار لا يقتصر على التكنولوجيا فقط، بل يشمل أيضًا الأفكار الاجتماعية، كابتكار نماذج جديدة لتغيير السلوك المجتمعي تجاه البيئة، أو تحسين آليات التعليم المناخي في المدارس.
الهدف النهائي هو بناء جيل من رواد الأعمال البيئيين الذين يستطيعون تحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية تخلق فرص عمل وتقلل من الأثر الكربوني.
5. تطوير السياسات والممارسات المستدامة
إحدى غايات القمة الأساسية هي تمكين الشباب من فهم كيفية صياغة السياسات المناخية والتأثير فيها. فالمعرفة العلمية وحدها لا تكفي دون وجود أدوات تشريعية تُترجم هذه المعرفة إلى واقع.
خلال الجلسات الحوارية، سيعمل المشاركون على صياغة مقترحات سياسية تتعلق بالطاقة النظيفة، إدارة المياه، النقل المستدام، وتقليل النفايات. هذه المقترحات ستُدمج لاحقًا في “إعلان الاستدامة الشبابي” الذي يُرفع إلى المنظمات الدولية كشهادة على تطلعات الجيل الجديد.
القمة تسعى أيضًا إلى تعليم المشاركين كيفية الحوار مع صناع القرار المحليين في بلدانهم لتبني سياسات بيئية أكثر عدلاً واستدامة.
6. بناء شبكة خريجي المناخ العالميين
من بين الأهداف بعيدة المدى للقمة تأسيس شبكة خريجي العمل المناخي، وهي مجتمع دولي يضم المشاركين السابقين في الفعاليات المشابهة. الهدف من هذه الشبكة هو استمرار التعاون بعد انتهاء القمة من خلال تبادل الخبرات والمشاريع والمعلومات.
ستوفر الشبكة فرص تدريب وتمويل للمشاريع المتميزة التي ينفذها الخريجون في بلدانهم، مما يخلق تأثيرًا مضاعفًا يمتد لسنوات. وبهذا، يتحول أسبوع العمل المناخي إلى بداية رحلة مستمرة من التطوير والتأثير.
7. تعزيز العدالة المناخية وتمكين الفئات الهشة
تركز القمة على مفهوم العدالة المناخية، الذي يعني أن آثار التغير المناخي لا تتوزع بشكل متساوٍ بين الدول والمجتمعات. الدول الفقيرة والمناطق النامية غالبًا ما تتحمل العبء الأكبر رغم أنها الأقل تسببًا في الانبعاثات.
الهدف هنا هو توعية الشباب بهذا التفاوت، وتشجيعهم على تبني نهج شامل في حلولهم يأخذ بعين الاعتبار الفئات المهمشة مثل المجتمعات الريفية والنساء وسكان الجزر الصغيرة.
كما يتم تشجيع المشاركين على اقتراح مشاريع تدعم التنمية المستدامة في المناطق المتأثرة بشكل مباشر من تغير المناخ، مثل برامج الزراعة المقاومة للجفاف أو إعادة تأهيل المناطق الساحلية المتضررة.
8. تحويل التعليم المناخي إلى تجربة عملية
يركز أسبوع العمل المناخي على كسر الحاجز بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي. الهدف هو جعل التعليم المناخي تجربة معاشة وليست مجرد مادة تُقرأ.
من خلال الزيارات الميدانية في المالديف، سيتعرف المشاركون على مشاريع حقيقية للطاقة المتجددة، مثل أنظمة الألواح الشمسية وتحلية المياه المستدامة. كما سيتفاعلون مع سكان الجزر ليفهموا كيف يواجهون التغيرات المناخية في حياتهم اليومية.
هذه التجارب الواقعية تمنح المشاركين فهمًا عميقًا لكيفية دمج العمل المناخي في الحياة اليومية وتساعدهم على تصميم حلول قابلة للتنفيذ في بلدانهم.
9. خلق منصة دولية لتبادل الأفكار والتجارب
تُعتبر القمة ساحة مفتوحة لتبادل المعرفة بين العقول الشابة من مختلف القارات. الهدف هو كسر الحواجز الثقافية وتوحيد الجهود نحو قضية واحدة.
سيشارك في الحدث ممثلون من أكثر من 70 دولة، مما يتيح تنوعًا فكريًا كبيرًا في الحلول المطروحة. هذا التنوع يعزز الإبداع ويجعل النقاشات أكثر عمقًا وثراءً، إذ يمكن لكل مشارك أن يعرض تجربة بلده الخاصة في مواجهة التحديات البيئية.
10. تحفيز العمل المناخي المحلي بعد القمة
الهدف الأخير والأهم هو تحويل ما يتعلمه المشاركون في القمة إلى خطوات عملية بعد عودتهم إلى بلدانهم. يتم تشجيعهم على إطلاق مبادرات بيئية صغيرة مثل حملات توعية، مشاريع تدوير، أو برامج تعليمية في المدارس.
القمة تقدم أيضًا دعمًا إرشاديًا للمشاريع الواعدة بعد انتهاء الحدث عبر متابعة من خبراء IIMPS وشركائه. هذا النهج يضمن أن التأثير لا ينتهي بانتهاء الأيام الأربعة، بل يستمر على المدى الطويل من خلال التطبيق الواقعي.
الجهة المنظمة والشركاء

يقف وراء تنظيم القمة المعهد الدولي لعلوم المناخ (IIMPS)، وهو مؤسسة عالمية متخصصة في الأبحاث والتعليم المناخي. يهدف المعهد إلى إعداد جيل من الشباب القادر على تقديم حلول علمية وعملية لمواجهة التحديات البيئية. يتعاون المعهد مع منظمات دولية مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومؤسسات تعليمية في أوروبا وآسيا، إضافة إلى شركات ناشئة في مجالات التكنولوجيا الخضراء والطاقة الشمسية. هذا التعاون المتعدد يضمن تنوع الرؤى والأفكار ويجعل القمة منصة شاملة لطرح حلول من مختلف الزوايا.
مدة ومكان انعقاد القمة

تُقام الفعالية في جزر المالديف في الفترة من 15 إلى 18 يناير 2026، وتستمر لمدة أربعة أيام متواصلة. القمة ستُعقد في العاصمة ماليه وبعض الجزر المجاورة التي تم تجهيزها خصيصًا للحدث. المكان محاط بالشواطئ البيضاء والمياه الزرقاء الصافية، ما يخلق بيئة مثالية للتأمل والنقاش حول الطبيعة والمناخ.
البرنامج لا يقتصر على القاعات المغلقة، بل يشمل زيارات ميدانية إلى مشاريع الاستدامة، ومحطات الطاقة الشمسية، ومناطق إعادة التشجير.
البرنامج اليومي للقمة

يحتوي أسبوع العمل المناخي على جدول غني بالنشاطات، يوازن بين التعلم العملي والتفاعل الثقافي، كما في الجدول التالي:
| اليوم | النشاط الرئيسي | التفاصيل |
|---|---|---|
| اليوم الأول | الافتتاح الرسمي والتعارف | كلمات ترحيبية، عرض أهداف القمة، جلسة تعريفية بالمشاركين، نقاش حول التحديات المناخية في المالديف |
| اليوم الثاني | ورش العمل التطبيقية | جلسات عن الابتكار المناخي، الطاقة المتجددة، الاقتصاد الأخضر، والتقنيات النظيفة |
| اليوم الثالث | المشاريع الجماعية والعروض | تشكيل فرق عمل لتطوير أفكار مناخية، عرض المشاريع أمام لجنة من الخبراء |
| اليوم الرابع | إعلان الشباب للمناخ والختام | تقديم إعلان الاستدامة الشبابي، توزيع الشهادات، وأنشطة ثقافية ختامية |
أنشطة أسبوع العمل المناخي

تتميز قمة الشباب للمناخ في جزر المالديف 2026 بأنها ليست مجرد حدث خطابي أو مؤتمر أكاديمي، بل تجربة متكاملة تجمع بين التعليم العملي، والتفاعل الثقافي، والابتكار الميداني. صُممت أنشطة أسبوع العمل المناخي لتغطي مختلف الجوانب البيئية والاجتماعية والمجتمعية بحيث تمنح المشاركين فهمًا شاملًا لتحديات التغير المناخي وكيفية مواجهتها من زوايا متعددة. هذه الأنشطة تهدف إلى تعزيز مهارات القيادة والتفكير النقدي، وتشجيع التعاون الدولي بين الشباب المشاركين من عشرات الدول.
1. ورش العمل التدريبية المتخصصة
تعد ورش العمل العمود الفقري للفعالية، إذ تركز على تحويل المعرفة النظرية إلى تطبيقات عملية. تنقسم الورش إلى مستويات مختلفة حسب اهتمامات المشاركين، وتشمل مواضيع متنوعة مثل:
- الطاقة المتجددة وتقنيات التحول الأخضر: مناقشة كيفية استخدام الطاقة الشمسية والرياح والمياه لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
- إدارة النفايات وإعادة التدوير: تدريب عملي حول تصميم أنظمة مستدامة لإدارة النفايات المنزلية والصناعية.
- الاقتصاد الدائري: كيفية بناء مشاريع تعتمد على إعادة الاستخدام وتقليل الفاقد.
- السياسات البيئية والحوكمة المناخية: تدريب المشاركين على تحليل السياسات وتقديم مقترحات قابلة للتنفيذ للحكومات والمنظمات.
- الابتكار الاجتماعي في المناخ: كيف يمكن للمجتمعات المحلية أن تلعب دورًا فعالًا في الحلول البيئية.
الورش يقودها خبراء من منظمات الأمم المتحدة والجامعات الدولية، وتُنفذ بأسلوب تفاعلي قائم على النقاش والمشاركة الجماعية بدلًا من المحاضرات التقليدية. الهدف منها تطوير المهارات القيادية والفكر الإبداعي لدى المشاركين وتمكينهم من بناء مشاريع صغيرة قابلة للتطبيق في بلدانهم.
2. مختبرات الابتكار المناخي (Climate Innovation Labs)
هذه المختبرات تُعد من أكثر أجزاء القمة حيوية. يُقسَّم المشاركون إلى فرق متعددة الجنسيات، ويُطلب منهم خلال فترة زمنية قصيرة تطوير فكرة أو منتج أو حل مبتكر يواجه تحديًا مناخيًا حقيقيًا.
تُقدَّم أفكارهم في اليوم الثالث أمام لجنة من الخبراء، وقد يحصل بعضها على دعم مادي أو احتضان من مؤسسات بيئية عالمية.
تتضمن هذه المختبرات جلسات عصف ذهني وتطبيق عملي باستخدام أدوات رقمية مثل تصميم النماذج الأولية، المحاكاة البيئية، وتقدير البصمة الكربونية للمشاريع. الهدف هو تحفيز التفكير الجماعي وربط العلم بالتطبيق الواقعي.
بعض الأفكار التي طُرحت في نسخ سابقة من مؤتمرات مشابهة تضمنت مشاريع مثل أجهزة مراقبة جودة الهواء منخفضة التكلفة، وتطبيقات لرصد النفايات البلاستيكية في السواحل.
3. الجلسات الحوارية والنقاشية
تُعقد يوميًا جلسات مفتوحة تضم خبراء دوليين، وسفراء من الأمم المتحدة، وممثلين عن القطاع الخاص. هذه الجلسات تتيح للمشاركين فرصة مناقشة القضايا العالمية مثل العدالة المناخية، تمويل المشاريع الخضراء، ودور التكنولوجيا في تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة.
تتميز الجلسات بطابعها الحواري وليس التلقيني، حيث يُشجع الحاضرون على طرح أسئلتهم ومشاركة تجاربهم الشخصية. يتم أيضًا عقد جلسات خاصة بعنوان “صوت الشباب”، يشارك فيها المشاركون بآرائهم حول السياسات المناخية في بلدانهم وكيف يمكن تحسينها.
الهدف من هذه النقاشات هو تعزيز الوعي الفكري، وبناء الثقة بالنفس في التعبير عن الرأي أمام جمهور دولي، وتعميق الفهم حول الترابط بين القضايا البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
4. المشاريع الجماعية والتطبيقات العملية
في منتصف القمة، يبدأ المشاركون بالعمل على مشروع جماعي يُنفذ على أرض الواقع خلال أيام الحدث. يتم تقسيم المجموعات حسب الاهتمامات (مثل الطاقة أو الزراعة أو التعليم البيئي) لتصميم مبادرة حقيقية يمكن تطبيقها في مجتمعاتهم بعد العودة.
تُعرض هذه المشاريع في اليوم الختامي أمام لجنة تحكيم تضم خبراء وأكاديميين، ويتم اختيار أفضل المشاريع لتلقي دعم واستشارة طويلة الأمد من المعهد الدولي لعلوم المناخ.
هذا النشاط يعزز روح التعاون ويعلم المشاركين كيفية إدارة المشاريع البيئية من الفكرة إلى التنفيذ، مع التركيز على الجدوى العملية والاستدامة طويلة المدى.
5. الزيارات الميدانية البيئية
إحدى التجارب الفريدة في أسبوع العمل المناخي هي الزيارات الميدانية إلى مواقع حقيقية في المالديف تُطبق فيها حلول بيئية مستدامة.
من ضمن المواقع التي سيزورها المشاركون:
- محطات الطاقة الشمسية المستخدمة لتوليد الكهرباء في الجزر الصغيرة.
- مشاريع تحلية المياه بالطاقة المتجددة.
- مراكز إعادة تدوير النفايات البحرية.
- مناطق إعادة التشجير على السواحل لحماية التنوع البيولوجي.
تتيح هذه الزيارات للمشاركين رؤية كيف يمكن تحويل الأفكار النظرية إلى نتائج ملموسة، وتمنحهم فهمًا عميقًا لتحديات الحياة اليومية في المناطق المعرضة لتأثير التغير المناخي. إنها تجربة تعليمية بصرية وعاطفية في الوقت نفسه.
6. الأنشطة الثقافية والتبادل الاجتماعي
تُعتبر الأنشطة الثقافية من أبرز ما يميز القمة، إذ تهدف إلى تعزيز التفاهم والتقارب بين المشاركين من خلفيات مختلفة. في المساء، تُقام فعاليات ثقافية تشمل:
- أمسيات موسيقية ورقصات تقليدية من جزر المالديف.
- عروض من المشاركين أنفسهم لتمثيل ثقافاتهم الوطنية.
- ليالٍ مخصصة للطعام العالمي حيث يتشارك الجميع أطباقًا من بلدانهم.
- رحلات بحرية قصيرة لاستكشاف الجزر المرجانية والتعرف على الحياة البحرية.
هذه الأنشطة تساعد على كسر الجليد بين المشاركين، وتبني روح الصداقة الدولية التي تُعتبر أساس التعاون المستقبلي في مشاريع المناخ.
7. جلسات تطوير الذات والقيادة
ضمن جدول القمة، تُنظم جلسات مخصصة لتطوير مهارات القيادة الشخصية، والتحدث أمام الجمهور، والتفاوض، وبناء الثقة بالنفس. تُنفذ هذه الجلسات بأسلوب تفاعلي يعتمد على تمارين جماعية وأنشطة محاكاة.
الهدف منها هو إعداد المشاركين ليكونوا قادة حقيقيين في مجتمعاتهم، قادرين على إقناع الآخرين والتأثير في القرارات والسياسات المحلية.
يُركّز هذا الجزء على تحويل الشغف بالمناخ إلى قدرة عملية على الإقناع والتنفيذ، وهو ما يجعل التجربة مختلفة عن المؤتمرات الأكاديمية التقليدية.
8. العروض النهائية وإعلان الشباب للمناخ
في اليوم الأخير، تُقام جلسة رسمية تُعرض فيها نتائج المشاريع والمقترحات التي طوّرها المشاركون خلال القمة. تُختتم الفعالية بإصدار إعلان الاستدامة للشباب الذي يتضمن توصيات جماعية حول سبل تعزيز العمل المناخي.
يُعتبر هذا الإعلان صوتًا موحدًا للشباب من جميع أنحاء العالم، ويتم رفعه إلى مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة. كما يحصل كل مشارك على شهادة قيادة أهداف التنمية المستدامة تقديرًا لمساهمته في القمة.
9. المعرض البيئي الدولي
ضمن أنشطة القمة، يُقام معرض بيئي مصغر يضم أجنحة تعرض فيها منظمات وشركات ناشئة حلولًا تكنولوجية مستدامة، مثل منتجات صديقة للبيئة أو تطبيقات مراقبة الانبعاثات. يمكن للمشاركين زيارة هذه الأجنحة للتعرف على أحدث الابتكارات ومناقشة فرص التعاون أو الشراكة مع العارضين.
المعرض يمثل جسرًا بين القطاع الشبابي والقطاع الصناعي، حيث يمكن للشباب أن يتعلموا كيف يُمكن للابتكار التجاري أن يخدم قضايا المناخ.
10. جلسات التأمل البيئي والمناقشات المفتوحة
تُخصص القمة أيضًا لحظات للتأمل في الطبيعة ضمن برنامج “صوت الأرض”، وهي جلسات هادئة تُقام على الشاطئ في الصباح الباكر حيث يتحدث المشاركون عن ارتباطهم العاطفي بالأرض وما يعنيه لهم العمل المناخي.
قد تبدو هذه الجلسات رمزية، لكنها تحمل بعدًا نفسيًا عميقًا، إذ تُساعد الشباب على إعادة الاتصال بالطبيعة وتعزيز إحساسهم بالمسؤولية تجاه البيئة.
مزايا المشاركة في القمة

المشاركة في القمة تفتح آفاقًا مهنية وشخصية واسعة، ومن أبرز المزايا:
- التواصل مع قادة من مختلف الدول في مجال المناخ.
- تعلم استراتيجيات الاستدامة من خبراء دوليين.
- تحسين مهارات التواصل والعمل الجماعي وحل المشكلات.
- فرصة لتقديم مشروع مناخي أمام لجنة تحكيم عالمية.
- الحصول على شهادة معترف بها عالميًا في قيادة أهداف التنمية المستدامة.
- الانضمام إلى شبكة خريجي القمة التي تتيح فرص تعاون مستقبلي ومشاريع بيئية مشتركة.
المندوبون الممولون بالكامل

يقدم المعهد الدولي لعلوم المناخ دعمًا كاملاً لعدد من المشاركين المتميزين، حيث يحصل المندوب الممول على:
- تذكرة طيران مدعومة بمبلغ ثابت.
- إقامة في فندق مع وجبات مشمولة طوال البرنامج.
- شهادة قيادة أهداف التنمية المستدامة.
- مجموعة أدوات الاستدامة الرسمية الخاصة بالقمة.
- خطاب مساعدة للتأشيرة ودعم منسقي السفر.
- دخول كامل لجميع الورش والجلسات الثقافية.
معايير الأهلية
تسعى القمة إلى استقطاب المشاركين من خلفيات متنوعة، مع الحفاظ على معايير اختيار تضمن الجدية والتنوع:
- العمر بين 18 و50 عامًا.
- مفتوحة لجميع الجنسيات دون استثناء.
- إجادة اللغة الإنجليزية قراءة وتحدثًا.
- الالتزام بحضور القمة كاملة.
- لا يشترط تخصص أكاديمي محدد.
الفئات المستهدفة
- طلاب الجامعات والدراسات العليا.
- رواد الأعمال وأصحاب المشاريع البيئية.
- العاملون في مجالات الطاقة أو التنمية المستدامة.
- الناشطون في الجمعيات البيئية والمجتمعات المحلية.
- الباحثون والعلماء المهتمون بتغير المناخ.
خطوات التقديم
يمكن للراغبين في المشاركة التقديم عبر الموقع الرسمي للمعهد من خلال الرابط https://iimps.org/climate-action-week/. تشمل خطوات التسجيل ما يلي:
- تعبئة نموذج الطلب الإلكتروني.
- إرفاق السيرة الذاتية المحدثة.
- كتابة خطاب تحفيزي من 300 كلمة يوضح سبب رغبتك في المشاركة.
- إرفاق المستندات الداعمة مثل الشهادات أو الجوائز.
- انتظار رسالة تأكيد عبر البريد الإلكتروني.
- إجراء مقابلة عبر الإنترنت في حال تم ترشيحك مبدئيًا.
آخر موعد للتقديم هو 30 نوفمبر 2025.
أهمية إشراك الشباب في العمل المناخي
تمثل فئة الشباب العمود الفقري للحلول المستقبلية. هم من سيعيشون آثار التغير المناخي الأطول، وبالتالي مشاركتهم ليست خيارًا بل ضرورة. من خلال هذه القمة، يتم تمكين الشباب ليصبحوا صناع قرار، وليس فقط مستمعين أو متطوعين. كثير من المشاركين في نسخ سابقة لمؤتمرات مماثلة أسسوا مشاريع اجتماعية بعد عودتهم، مثل مبادرات لإعادة التشجير أو حملات توعية بيئية في المدارس. مشاركة الشباب من بلدان مختلفة تخلق بيئة غنية بالأفكار وتمنحهم إحساسًا بالمسؤولية الجماعية تجاه الأرض.
محاور النقاش الرئيسية
تغطي القمة مجموعة من المحاور العلمية والعملية، منها:
- الطاقة المتجددة: كيفية تسريع التحول من الوقود الأحفوري إلى المصادر النظيفة.
- الاقتصاد الأخضر: ربط النمو الاقتصادي بحماية البيئة.
- العدالة المناخية: ضمان دعم المجتمعات الأكثر تضررًا من تغير المناخ.
- الابتكار البيئي: استخدام التكنولوجيا لتقليل الانبعاثات وتحسين إدارة الموارد.
- الزراعة المستدامة: تطوير نظم إنتاج غذائي صديقة للبيئة.
- التعليم المناخي: بناء الوعي البيئي في المناهج الدراسية.
الأثر المتوقع للقمة
أسبوع العمل المناخي في المالديف ليس مجرد فعالية مؤقتة، بل بداية لسلسلة من التأثيرات المستمرة. بعد انتهاء القمة، سيعود المشاركون إلى بلدانهم حاملين أفكارًا جديدة ومشاريع قابلة للتنفيذ. كما سيشكلون شبكة عالمية من خريجي القمة لمتابعة التعاون المشترك في مشاريع الاستدامة. من المتوقع أن تُسهم التجربة في تحفيز الشباب لإطلاق مبادرات محلية تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي وضعتها الأمم المتحدة.
إعلان الاستدامة الشبابي
ختام القمة سيكون مميزًا بإصدار إعلان الاستدامة للشباب، وهو وثيقة تُعد بمشاركة جميع المندوبين تتضمن توصيات وأفكارًا عملية حول كيفية تعزيز العمل المناخي على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول. سيتم إرسال الإعلان إلى مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات البيئية العالمية، ليكون بمثابة صوت موحد للشباب في قضايا المناخ.
التجربة الثقافية في المالديف
القمة ليست كلها نقاشات وأرقام، بل أيضًا فرصة للغوص في ثقافة المالديف الغنية. فالمشاركون سيحظون بأنشطة ترفيهية مثل الرقصات الشعبية والعروض الموسيقية المحلية وجولات بالقوارب في البحيرات المرجانية. هذه الأنشطة لا تُعد مجرد ترفيه، بل تساعد على بناء التفاهم الثقافي بين المشاركين وتعزز روح الانسجام داخل الفريق الدولي.
دور القمة في دعم السياحة البيئية
من خلال هذا الحدث، تبرز المالديف كوجهة رائدة للسياحة البيئية. إذ تُعد السياحة المستدامة جزءًا مهمًا من الاقتصاد المالديفي، والقمة تسلط الضوء على أهمية حماية الطبيعة أثناء تطوير القطاع السياحي. كما تعزز الفعالية وعي الزوار بأهمية الحفاظ على الشعاب المرجانية وتقليل النفايات البلاستيكية.
التحديات العالمية التي تناقشها القمة
يواجه العمل المناخي تحديات كبيرة مثل نقص التمويل الدولي، ضعف الالتزام السياسي، وتأثير التغيرات الاقتصادية على أولويات الحكومات. ستناقش القمة كيفية التغلب على هذه العقبات من خلال التعاون الإقليمي والتمويل الأخضر. كما ستطرح حلولًا تعتمد على الذكاء الاصطناعي والبيانات لتحليل التغيرات المناخية بشكل أكثر دقة، إضافة إلى تعزيز دور المرأة في قيادة العمل المناخي العالمي.
الرؤية المستقبلية للقمة
يرى منظمو القمة أن أسبوع العمل المناخي في المالديف سيكون بداية لسلسلة فعاليات مماثلة تُقام في دول أخرى معرضة للمخاطر البيئية. الهدف هو بناء حركة عالمية متصلة يقودها الشباب لإحداث تغيير حقيقي في السياسات المناخية. كل نسخة من القمة ستضيف طبقة جديدة من التعاون والمعرفة والخبرة العملية في الميدان.
أسبوع العمل المناخي في جزر المالديف 2026 ليس مجرد حدث شبابي بل هو منصة عالمية لتوحيد الجهود من أجل مستقبل أكثر استدامة. في وقت تتسارع فيه آثار التغير المناخي، هذه القمة تمثل دعوة صريحة لكل فرد أن يكون جزءًا من الحل. إنها تجربة تعليمية، عملية، وثقافية في آنٍ واحد، تمنح المشاركين فهمًا عميقًا لأهمية العمل الجماعي في حماية الأرض. الشباب الذين سيحضرون القمة لن يعودوا كما كانوا، بل سيغادرون المالديف برؤية جديدة، وإصرار أكبر على التغيير، وشبكة واسعة من الأصدقاء والزملاء الذين يشاركونهم نفس الحلم: عالم أخضر آمن للأجيال القادمة.
